كورونا وتعديل السلوك الانساني
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
بالرغم من مرور اكثر من نصف عام على ظهور الجائحة الوبائية ولا امل حقيقي في اكتشاف علاج او لقاح فاعل.
ربما يتأخر هذا الامل قليلا لكنه لن يغيب .. والمؤكد حاليا هو مفاعيل الوباء في المجتمعات والافراد والاقتصاد ..فنصف ساعة في المول تكتشف ان كل شيئ تغير ، الناس تمشي لابسة القناع وتكاد لاتعرف الا القليل ممن كنا نتعامل معهم، ماسك طبي ، كفوف طبية وتباعد ، و كل واحد حذر ممن يمشيئ بجانبه ،المقاهي مفتوحة ولا احد فيها سوي القليل ممن يلتقط سريعا ما رغب بتناوله ثم يلوذ هاربا خارجها بعد ان كنا نقضي فيها ساعات طوال في الصباح والمساء خاصة ايام الاجازة والعطلات ، المحلات والمطاعم فيها من الزوار على عدد اصابع اليد الواحدة ، معنى ذلك ان السلوك الانساني تم تعديله وفق مبدا التكيف طويل الامد مع الوباء .. وان غياب العلاج يستدعي منظومة حافزة من المعارف والقيم التي تبرمج السلوك الفردي والجمعي داخل المنزل وخارجه.
ووفقا للتاريخ الاجتماعي للاوبئة لم تشهد الحياة البشرية منذ بداياتها مثل هذا الخوف والذعر وتعديل السلوك كما هو اليوم في عموم القرية الكونية لان المخاطر السابقة ومعها صور متعددة من الاوبئة كانت محدودة الانتشار مكانا وزمنا .. اما هذا الاخير بسرعة انتشاره جعل الانسان الفرد والمجتمع كما المؤسسات التجارية والانتاجية والاستهلاكية في حال توقف وان بشكل محدود وانتظار لما سيأتي مع تعديل في الممارسات والسلوك والبرامج والتحول نحو التكنولوجيا لممارسة كثير من الاعمال ومنها على وجه الخصوص العملية التعليمية التي لها استمرارية من خلال النافذة الالكترونية وهو امر ايجابي مؤقتا ..ولكن …!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.